سُدُمٌ مُظلِمةٌ وتشكّلُ نجومٍ في الثور
أيمكن للغبار أن يكون جميلاً؟ أجل، ويمكن أن يكون مُفيداً أيضاً. تملك سحابة الثور الجزيئيّة عدّة نجومٍ ساطعة، لكنّ الغبار المُعتم هو ما يجذب الانتباه بحقّ. يحوي الغبار المتغلغل أمواجاً وتموّجات ويصنع أرانب غبارٍ خلّابة، لكن ما هو أكثر أهمّية على اﻷرجح هو أنّه يُحدّد المناطق التي يكون الغاز البينجمي فيها كثيفاً بما يكفي لينهار ثقاليّاً ليُشكّل النجوم.
في مركز الصورة توجد سحابة ضوءٍ مُضاءةٌ بواسطة النجوم المجاورة وهي لا تُؤوي سديماً شهيراً فحسب، بل نجماً فتيّاً جداً وكبير الكتلة شهيراً أيضاً. يُرى كلٌّ من النجم؛ "تي الثور"، والسديم؛ "سديم هِند المُتغيّر"، بأنّهما يختلفان بشكلٍ هائلٍ في السطوع — لكن ليس في الوقت ذاته بالضرورة، ما يزيد من غموض هذه المنطقة المُثيرة للاهتمام. يُتعرَّف اﻵن بشكلٍ عام على "تي الثور" والنجوم المماثلة على أنّها نجومٌ شبيهةٌ بالشمس عمرها أقلّ من بضعة ملايين عام وبالتالي ما زالت في المراحل اﻷولى من التشكّل.
تمتدّ الصورة المُختارة على أربع درجاتٍ تقريباً ليس بعيداً من عنقود الثُّريّا النجميّ، بينما يقع حقل الغبار المُختار على بُعد 400 سنة ضوئيّة تقريباً.