صورة اليوم الفلكيّة.

قصّة سديمَين

سديم كوكبي يظهر كبقعة زرقاء وحولها طبقات خضراء فصفراء فحمراء فبنيّة باهتة، وعلى يساره مجرّة حلزونيّة ضلعيّة تظهر من العمق في حين تتناثر نجوم المقدّمة عبر الصورة وتظهر بعض مجرّات الخلفيّة الأبعد

يكشف هذا المشهد التلسكوبي الملوّن باتّجاه كوكبة القيثارة الموسيقيّة الشماليّة عن الهالات الخارجيّة الباهتة والمنطقة المركزيّة حلقيّة الشكل الأكثر سطوعاً في م57، المعروف شعبيّاً باسم سديم الحلقة. بالنسبة لعلماء الفلك المعاصرين، فإنّ م57 هو سديمٌ كوكبيٌّ معروفٌ جيداً. بَيد أنّه وبحلقةٍ مركزيّة بعرض سنة ضوئيّة واحدة تقريباً، فإن م57 ليس كوكباً على الإطلاق، بل هو الكفن الغازي لأحد نجوم درب التبّانة المُحتضرة الشبيهة بالشمس.

بنفس المقاس الظاهري لـ"م57" تقريباً، نجد المجرّة الحلزونيّة الضلعيّة الأخفَت والمُغفَلة غالباً آي‌سي 1296 على اليسار. في الواقع، قبل أكثر من 100 عام، كانت آي‌سي 1296 لتُعرف كسديم حلزوني. بمحض الصدفة، يوجد نراهما كليهما في حقل الرؤية ذاته، ورغم أنّهما يبدوان بمقاسين متماثلين إلاّ أنهما في الواقع متباعدان جداً، حيث أنّه وعلى مسافة 2,000 سنة ضوئيّة فحسب فإنّ م57 يقع عميقاً داخل مجرّتنا درب التبّانة. في حين أنّ آي‌سي 1296 الخارج-مجريّة (المعروفة أيضاً باسم PGC62532) فهي تبعُد ما يقارب 200,000,000 سنة ضوئية؛ أي أبعد بحوالي 100,000 مرّة من م57، ولكن بما أنّهما يظهران بنفس الحجم تقريباً، فإنّ السديم الحلزوني السابق آي‌سي 1296 يجب أن يكون بدوره أكبر بحوالي 100,000 مرّة من السديم الكوكبي م57.

أمعِن النظر في هذه الصورة الفلكيّة الحادّة من القرن الـ21 لِتَلمَح المزيد من مجرّات الخلفيّة الأبعد حتّى، مُتناثرة عبر الإطار.