صورة اليوم الفلكيّة.

"م31": مجرّة المرأة المُسلسلة

مجرّة المرأة المُسلسلة معروضة بتفاصيل رائعة. سُدُمٌ حمراء، نجومٌ زرقاء، وغبارٌ مُعتِم، تلتفّ جميعها في دوّامةٍ حول مركز المجرّة الساطع.

لأي مدى يمكنك أن ترى؟ أبعد جرمٍ مرئيٍّ بسهولة للعين المُجرّدة هو "م31"، مجرّة المرأة المُسلسلة العظيمة، على بُعدِ أكثر من مليونَي سنة ضوئيّة. دون تلسكوب، حتّى هذه المجرّة الحلزونيّة الهائلة تبدو كسحابةٍ سديميّة خافتة وغير ملحوظة في كوكبة المرأة المُسلسلة. بيدَ أنّ نواةً بيضاء ساطعة، ومسارات غبارٍ مُلتفّة مُعتِمة، وأذرعاً حلزونيّةً زرقاء مُضيئة، وسُدُماً انبعاثيّةً حمراء ساطعة، جميعها سُجِّلَت في هذه الفسيفساء الرقميّة التلسكوبيّة المُذهلة ذات الخمسَ عشرْةَ ساعة لجارتنا المجرّية الكُبرى الأقرب.

لكن كيف نعرف أنّ هذا السديم الحلزونيّ بعيدٌ حقّاً إلى ذلك الحدّ؟ كان هذا السؤال محوريّاً في نقاش "شابلي كورتِس" الشهير في 1920. حُدِّدَ البعد العظيم لـ"م31" في عشرينيّات القرن الماضي بواسطة الرصودات التي بيّنت النجوم الفرديّة التي غيَّرت سطوعها بطريقةٍ فضحت بُعدها الحقيقيّ. أثبتت النتيجة أنّ المرأة المُسلسلة مثل مجرّتنا درب التبّانة تماماً — خُلاصةٌ جعلت بقيّة الكون شاسعاً أكثر بكثير مّما كان يُتخيَّل سابقاً.