بين سيلا وكاريبديس: اكتشاف كوني مزدوج
هل يمكنك التعرّف على هذا الجُرم السماوي؟ على الأرجح لا — فهذه صورة اكتشاف.
تصنع النجوم كبيرة الكتلة العناصر الثقيلة في أنويتها، وبعد بضعة ملايين من السنين، تُنهي حياتها في انفجارات مُستعِر أعظم قويّة. تبرد هذه البقايا بسرعة نسبيّاً وتخفت، مما يجعل اكتشافها صعباً. للكشف عن بقايا مُستعرات عُظمى خافتة وغير معروفة سابقاً كهذه، بحثت مجموعةٌ مُتفانية من المصوّرين الفلكيّين الهواة في مسوحات السماء عن مُرشَّحات مُحتملة لبقايا مُستعِرات عُظمى.
النتيجة: أوّل صورة على الإطلاق لبقايا المُستعِر الأعظم G115.5+9.1، والتي أطلق عليها مكتشفوها اسم "سيلا" (Scylla)، متوهّجةً بخفوت في كوكبة ملك أثيوبيا الأسطوري: قيفاوس (المُلتهب). يُعرض الانبعاث الصادر عن ذرّات الهيدروجين في البقايا بالأحمر، ويُعرض الانبعاث الخافت من الأكسجين بتدرّجات الأزرق.
للمفاجأة، كان هناك اكتشافٌ آخر يتربّص أعلى اليمين: مُرشّح سديم كوكبي خافت وغير معروف سابقاً. وتماشياً مع التقاليد الأسطوريّة، أُطلِقَ عليه اسم كاريبديس (Sai 2) — في إشارةٍ إلى التعبير اليوناني القديم "الوقوع بين سيلا وكاريبديس" المأخوذ من أوديسة هوميروس.