عمود ضوءٍ فوق إتنا الثائر
هل بمقدور تدفّق الحمم البركانيّة أن يمتدّ عبر السماء؟ لا، بيد أنّ ذلك مُمكن للضوء الناتج عن تدفّق الحمم. أحد الظواهر أمرٌ استثنائيٌّ بحقّ — عمود ضوءٍ بركانيّ! عادةً، تنتج الأعمدة الضوئيّة عن ضوء الشمس وبالتالي تظهر كعمود ساطع يمتدّ للأعلى فوق شمسٍ آخذةٍ بالبزوغ أو المغيب. أمّا سوى ذلك، فقد سُجِّلَت أعمدة ضوئيّة أخرى -بعضها مُفعَمٌ بالألوان- فوق أضواء الشوارع والمنازل.
إلّا أنّ عمود الضوء هذا كان مُناراً بالضوء الأحمر المنبعث من الصهارة المتوهّجة لبركان ثائر. البركان هو جبل "إتنا" في إيطاليا، والصورة المختارة قد أُخذت بلقطةٍ واحدة خلال صباحٍ باكرٍ في أواسِط شباط (فبراير). تسبّبت درجات الحرارة المتجمّدة فوق تدفّق حمم البركان بصنع بلّوراتٍ جليديّة؛ إمّا في الهواء فوق البركان أو في بخار الماء المتكاثف الذي نفثه جبل "إتنا". ثمّ قامت هذه البلّورات الجليديّة -والتي غالباً ما تكون مسطّحة باتّجاه الأرض ولكنها ترتعش- بعكس الضوء الصادر من كالديرا البركان بعيداً.