ثلاثيّة الأسد
تقفز هذه المجموعة المحبوبة إلى سماء المساء الباكر في وقت متزامنٍ تقريباً مع اعتدال آذار (مارس) وربيع نصف الكرة الشمالي. تجتمع المجرّات البهيّات الثلاثة اللواتي تقطنّ كوكبة الأسد، والمعروفات باسم ثلاثيّة الأسد، هنا في حقل رؤيةٍ فلكيٍّ واحد. هذه المجرّات التي صورها تسرّ الناظرين، ولو كانت عبر تلسكوبات متواضعة، يمكن التعريف بها بشكل إفرادي كـ إنجيسي 3628 (يسار) و م66 (أسفل اليمين) وَ م65 (أعلى).
رغم أنّ الثلاثة هنّ مجرّات حلزونيّة كبيرة، إلا أنّها تبدو مختلفة؛ ذلك لأنّ أقراصها المجرية تميلُ بزوايا مختلفة بالنسبة إلى خطّ رؤيتنا. يمكن رؤية إنجيسي 3628، والمعروفة أيضاً باسم "مجرّة الـ همبرگر"، بشكل جذّاب من حافّتها، مع ممرّات الغبار المُعتمة قاطعةً عبر مستويها المجرّي المنتفخ. يميل قرصا م66 وَ م65 بما يكفي لإظهار بنيتهما الحلزونيّة. خلَّفت التفاعلات الثقاليّة بين المجرّات في المجموعة علاماتٍ واشية، منها ذيول المد والجزر وقرص إنجيسي 3628 المنتفخ الملتوي، وأذرع م66 الحلزونية الممشوقة.
يمتدّ هذا المنظر الخلّاب للمنطقة أكثر من درجةٍ واحدة (قمرين كاملين) على قبّة السماء، في إطارٍ يغطّي أكثر من نصف مليون سنة ضوئيّة على المسافة التقديريّة للثلاثيّة والتي تبلغ 30 مليون سنة ضوئيّة.