النجم الهارب "ألفا الزرافة"
كسفينةٍ تمخر عباب البحار الكونيّة، أنتَج النجم الهارب "ألفا الزرافة" موجة الانحناء المتقوّس -أو الانحناء الصدمي- الرشيقة هذه. يتحرّك النجم العملاق الضَّخم كبير الكتلة بأكثر من 60 كيلومتراً في الثانية عبر الفضاء، ضاغطاً المادّة البينجميّة في دربه.
عند مركز هذا المشهد البالغ عرضه 6 درجاتٍ تقريباًَ، يوجد "ألفا الزرافة" الذي تبلغ كتلته حوالي 25-30 ضعف كتلة الشمس، وحرارته حوالي 5 أضعاف حرارتها (30,000 كيلڤن)، بينما يتجاوزها سطوعاً 500,000 مرّة. على بُعد 4,000 سنة ضوئيّة تقريباً في كوكبة "الزرافة" طويلة العنق، يُنتج النّجم أيضاً ريحاً نجميّة قويّة. يقف الانحناء الصدمي لـ"ألفا الزرافة" على بعد 10 سنوات ضوئيّة من النجم نفسه.
ما الذي جعل هذا النجم يتحرّك؟ لطالما ظنّ الفلكيّون أنّ "ألفا الزرافة" قد قُذِفَ من عنقودٍ مُجاور من النجوم الفتيّة الحارّة بفعل التفاعلات الثقاليّة مع أعضاءٍ آخرين في العنقود أو رُبّما بواسطة انفجار مُستعرٍ أعظم لنجمٍ مُصاحبٍ كبير الكتلة.