تَيخو وَ كلاڤيوس
يقع الجنوب باتّجاه الأعلى في هذا المشهد التلسكوبي المثير لخطّ الغلس القمريّ ومرتفعات القمر الجنوبيّة الوعرة. التُقِطَ مشهد السطح القمريّ في 7 تمّوز/يوليو والقمر في طوره التربيعيّ المُتزايد (الأول). تُشِعُّ الشمس بزاويةٍ مُنخفِضة من اليمين بينما يتسلّل الفجر إلى فوّهتَي المنطقة -الفتيّة والقديمة- "تَيخو" وَ"كلاڤيوس".
بعمرٍ يافع يقارب 100 مليون سنة، "تَيخو" هي الفوّهة حادّة الحواف التي يبلغ قطرها 85 كيلومتراً وتقع أسفل ويسار المركز، تقوم قمّتها المركزية -التي يبلغ ارتفاعها كيلومترين- وجدار الفوّهة البعيد بعكس ضوء الشمس الساطع، بينما تمتدّ أرضيّتها الملساء في الظلّ المظلم.
بيد أنّ الحطام المنبثق أثناء الاصطدام الذي صنع "تَيخو" يجعلها الفوهة القمرية الأبرز عندما يقترب القمر من الاكتمال، إذ أنّه [الحطام] يُنتج نظاماً شُعاعيّاً مرئيّاً بشكل كبير مؤلّفاً من الخطوط الخفيفة أو الأشعّة التي تمتدّ عبر جزء كبير من الجانب القريب من القمر. في الواقع، من المحتمل أن تكون بعض المواد التي تم جمعها في موقع هبوط "أپولو 17" -على بعد حوالي 2000 كيلومتر- قد نشأت من اصطدام "تَيخو".
بقطر يبلغ 225 كيلومتراً، "كلاڤيوس" هي واحدة من أقدم وأكبر الفوهات على الجانب القريب من القمر، وتقع إلى الجنوب مباشرة (إلى الأعلى) من تَيخو. لا بدّ أن نظام فوّهة "كلاڤيوس" الشُعاعي الخاص بها والناشئ عن حدث الاصطدام الأصلي خاصّتها قد تلاشى منذ زمن بعيد، حيث باتت الجدران البالية والأرضيّة الملساء للفوّهة القديمة مغطّاة الآن بفوّهات أحدث وأصغر ناشئة عن الاصطدامات التي حدثت بعد تشكل "كلاڤيوس".
مُتراميةً فوق الفوّهة الأقدم، تعكس قمم جدران الفوّهات الأحدث الضوء المُبَكِّر لهذا الفجر لخلق أقواسٍ نيِّرة ضيّقة داخل "كلاڤيوس" مُظّلّلة.