صورة اليوم الفلكيّة.

المرأة المُسلسلة فوق الصَّحراء الكُبرى

سماء تعجّ بالنجوم تتوسّطها مجرّة ساطعة بينما تظهر أسفلها كثبان رمليّة وشخصين على أعلاها

ما هو أقدم شيءٍ بمقدورك رؤيته؟ ببعدٍ يبلغ 2.5 مليون سنة ضوئيّة، يكون الجواب -بالنسبة للعين المجرّدة- هو مجرّة المرأة المسلسلة (أندروميدا)، وذلك لأنّ عمر فوتوناتها يكون 2.5 مليون سنة ضوئيّة عندما تصل إليك. معظم ساكني سماء الليل الظاهرين الآخرين، النجوم والعناقيد والسدم، تظهر كما كانت قبل بضع مئات إلى بضع آلاف من السنين الماضية فحسب، نظراً لأنّها تقع تماماً داخل مجرّتنا درب التبّانة. نظراً لبعدها، فإنّ الضوء من المرأة المسلسلة هو أيضاً على الأغلب الجسم الأبعد الذي بإمكانك رؤيته.

تهيمن المرأة المسلسلة -التي تعرف أيضاً كـ م31- على مركز الصورة المختارة المقرّبة، الملتقطة من الصحراء الكبرى في المغرب في الشهر الماضي. الصورة المختارة دمجٌ لثلاثة تعريضات خلفيّة وواحد للمقدّمة — أُخذت جميعها باستخدام الكاميرا نفسها ومن نفس الموقع وفي اليوم التقويمي نفسه — حيث أُخذت صورة المقدّمة خلال ساعة المساء الزرقاء. تظهر م110، مجرّة تابعة للمرأة المسلسلة، أعلى يسار مركز م31 مباشرة.

مهما بلغت روعة أن ترى هذه المجرّة المجاورة لدرب تبّانتنا بأمّ عينيك، فإنّ تعريضات الكاميرا طويلة المدّة بمقدورها أن تلتقط العديد من التفاصيل الخافتة والأخّاذة. تشير البيانات الحديثة إلى أنّ مجرّتنا درب التبّانة ستصطدم وتندمج مع مجرّة المرأة المسلسلة المشابهة في الحجم في غضون بضعة مليارات من السنين.