دوّامةُ شفقٍ قطبيّ فوق آيسلندا
لا، لم تكن السيّارة معرّضةً لخطر الشّفط إلى الفضاء بواسطة دوّامة السماء الكبيرة، وذلك لسببٍ واحد؛ ألا وهو أن الدوامة كانت في الحقيقة شفقاً قطبيّاً، وبما أن الأشفاق القطبيّة تتشكل بواسطة جُسيماتٍ تصطدم بالأرض من الفضاء، فهي لا تُشكِّل خواءً [يشفط].
كان هذا العرض الشفقيّ سريع التطوّر ناتجاً عن انبعاثٍ كتليّ إكليليّ من الشمس مرّ بجانب الأرض بالقرب الكافي ليسبّب تموّجاً في الغلاف المغناطيسي للأرض. تنشأ الأجزاء الحمراء العُليا من الشّفق القطبيّ على ارتفاعٍ يتجاوز 250 كيلومتراً ويتشكّل توهّجها الأحمر بواسطة الأوكسجين الذرّي في الغلاف الجوي والذي يُنشَّط مباشرةً بواسطة الجسيمات القادمة، بينما تنشأ الأجزاء الخضراء الدُّنيا من الشّفق القطبيّ على ارتفاع يتجاوز 100 كيلومتر، حيث يتشكّل توهّجها الأخضر بواسطة الأوكسجين الذرّي في الغلاف الجوّي والذي يُنشَّط بصورةٍ غير مباشرة من خلال التصادمات مع النيتروجين الجزيئي المُنشّط أولاً. تحت ارتفاع 100 كيلومتر، يوجد القليل من الأوكسجين الذرّي، وذلك هو سبب انتهاء الأشفاق القطبيّة فجأة.
تُظهر الاسطواناتُ متّحدةُ المركزِ إكليلاً شفقيّاً مُثيراً كما يُرى من الجانب. شُكِّلَت الصورة المختارة من تعريضٍ منفردٍ بطول 3 ثوانٍ مُلتقطٍ في منتصف آذار/مارس فوق بحيرة "مايڤاتِن" في آيسلندا.