فتيلٌ يقفز من الشمس
لماذا يقفز جزء من الغلاف الجوي للشمس إلى الفضاء أحياناً؟ يكمن السبب في الحقول المغناطيسيّة المتغيّرة التي تَخيطُ عبر سطح الشمس. تُمَيَّز المناطق ذات المغنطة السطحيّة القويّة -المعروفة عادةً باسم المناطق النشطة- من خلال البقع الشمسيّة الداكنة. بمقدور المناطق النشطة توجيه الغاز المشحون على طول المجالات المغناطيسيّة المقوسّة أو الممتدّة، الغاز الذي يتراجع أحياناً، ويهرب أحياناً أخرى، وفي بعض الأحيان لا يهرب فحسب بل يؤثر على أرضنا أيضاً.
الفيديو المرفق المسرّع زمنيّاً والذي تبلغ مدّته ساعة كاملة -والمُلتَقَط من خلال تلسكوب صغير في فرنسا- قد التَقَط فتيلاً متفجّراً بدا وكأنه يقفز من الشمس في أواخر الشهر المنصرم. كان الفتيل كبيراً، إذ يمكنكم رؤية حجم الأرض في الزاوية اليسرى العليا للمقارنة. بعد أن انطلق الفتيل مباشرةً، أصدرت الشمس توهجّاً قويّاً من الفئة X بينما دوى السطح بتسونامي شمسي هائل. إحدى النتائج كانت سحابةً من الجسيمات المشحونة التي اندفعت إلى نظامنا الشمسي لكنها أخفقت إجمالاً بإصابة أرضنا — هذه المرة. ومع ذلك، فقد أثّر ما يكفي من البلازما الشمسية على الغلاف المغناطيسي لأرضنا ما أدّى إلى تشكّل بضع ظهوراتٍ خافتة للشفق القطبي.