إنجيسي 7822: علامة استفهام كونيّة
قد تبدو هذه علامةَ استفهامٍ كونيّة ضخمة، لكن السؤال الكبير في الحقيقة هو: كيف يقوم الغاز الساطع والغبار الداكن برواية تاريخ هذا السديم في تشكيل النجوم؟ على حافة سحابة جزيئيّة عملاقة باتجاه كوكبة الملتهب الشماليّة، تقع منطقة تشكّل النجوم المتوهجّة إنجيسي 7822 على بعد 3,000 سنة ضوئيّة تقريباً. داخل السديم، تبرز الحواف الساطعة والأشكال الداكنة في هذا المشهد السماوي الملوّن والمفصّل.
تحتوي الفسيفساء المكونة من 9 لوحات، والتي التُقِطَت على مدار 28 ليلة باستخدام تلسكوب صغير في تكساس، على بيانات من مُرشحات ضيّقة النطاق، راسمةً الانبعاثات من الكبريت والهيدروجين والأكسجين الذرّي بدرجات الأحمر والأخضر والأزرق. بات خطّ الانبعاث وتجميعة الألوان معروفين جيّداً باسم لوحة ألوان هَبل.
يستمدّ الانبعاث الذرّي الطاقة عن طريق الإشعاع النشط من النجوم الحارّة المركزيّة، حيث تعمل إشعاعاتها ورياحها القوية على نحت أشكال الأعمدة الأكثر كثافة وحتِّها وتشكيل تجويف مميّز يمتد إلى سنوات ضوئيّة عبر مركز السحابة الولاديّة. قد تكون النجوم لا تزال تتشكّل داخل الأعمدة عن طريق الانهيار الثقالي، ولكن مع تآكل الأعمدة، فإن أية نجوم متكوّنة سيتم قطعها في نهاية المطاف عن خزانها من المواد الخام النجميّة.
يمتد مجال الرؤية هذا عبر 40 سنة ضوئيّة وفق المسافة المقدرة لـ إنجيسي 7822.