الوجه على سطحِ المرّيخ
ألن يكون الأمر ممتعاً لو كانت الغيوم قلاعاً؟ ألن يكون الأمر ممتعاً لو كان الغسيل على كرسي غرفة النوم بطلاً خارقاً؟ ألن يكون الأمر ممتعاً لو كانت الميسات الصخريّة على المرّيخ نُصُباً بين كوكبية لوجه الإنسان؟
لكن الغيوم ليست سوى قطرات عائمة من الماء والجليد، والغسيل ما هو إلا قطن أو صوف أو بلاستيك منسوج كملابس. ميسات المريخ الصخريّة الشهيرة والمعروفة بعدّة أسماء أحدها 'وجه على المرّيخ' تبدو عادية تماماً عند رؤيتها بشكل أكثر وضوحاً في صور أفضل.
هل الواقع ممل؟ لا أحد يعرف لماذا تمطر بعض الغيوم. لا أحد يعرف فيما لو كانت الحياة قد تطوّرت -قط- على المرّيخ لا أحد يعرف لما الغسيل الملقى على كرسي غرفة النوم رائحته تشبه جِعة الجذور. لا يستطيع الاستكشاف العلمي حلّ الألغاز فحسب، بل إنه يكشف أيضاً عن معرفة جديدة وألغاز أكبر وأسئلة أكثر عمقاً حتّى. بينما تستكشف البشرية عالمنا، ربّما تكون المتعة -من خلال الاكتشاف- قد بدأت للتو.