على طول درب التبّانة
ليس بمقدورك أن تمشي على طول درب التبّانة. ومع ذلك، وتحت سماءٍ حالكة، بإمكانك أن تستكشفها. بالنسبة لعيوننا، يبدو درب الأضواء النيّر الباهت المتقوّس عبر السماء في ليلة حالكة بلا قمر وكأنّه طريقٌ عبر السماوات.
هذا الشريط السماوي المتوهّج هو الضوء الجماعي الخافت للنجوم البعيدة والذي تقطعه مساحاتٌ من سحب الغبار البينجميّة العاتمة. يقع الشريط على طول مستوي مجرّتنا الأم، والتي سمّيت كذلك لأنّها تبدو كدرب تبّانة[1].
منذ عصر گاليليو، تكشّفت درب التبّانة لمراقبي السماء عبر التلسكوبات بأنّها ملأى بعجائب كونيّة وأكوام من نجومٍ لا تعدّ ولا تُحصى.
[1] أسمتها العرب "درب التبّانة" لأنّها تشبه ما يسقط ويتناثر من التبن من مواشيهم. أمّا في الثقافات الغربيّة فتسمّى بالطريق الحليبي Milky Way تبعاً لأسطورة تقول أنّ هرقل الرضيع كان يرضع من ملكة الآلهة هيرا بينما كانت نائمة وعندما استيقظت (وفي رواية أخرى عندما عضّ حلمتها بعد أن أرضعته طواعية) أبعدته عن صدرها مما جعل حليب ثديها يتناثر إلى السماء.