قنديل البحر والمرّيخ
التُقط سديم قنديل البحر -الذي يكون عادةً خافتاً ومراوغاً- في هذا المشهد الجذّاب. تظهر في مجال الرؤية التلسكوبي هذا نجمتان ساطعتان ضاربتان إلى الصفرة هما مو وَ إِتا التوأمين (النجمان 12 وَ 7 وفق تسمية باير، سُمّيا بالعربيّة "تحياة التوأمين" وَ "الرجل المتقدّمة") في كوكبة التوأمين، حيث تظهران تماماً تحت وأعلى سديم قنديل البحر على جهة اليسار. تقع النجمتان الباردتان من نوع العملاق الأحمر عند قدم التوأم السماوي.
يطفو سديم قنديل البحر نفسه أسفل يسار مركز الصورة، كحرفٍ متقوّس ساطع من الانبعاثات ذو أذرع متدلّية. في الحقيقة، إنّ قنديل البحر الفلكي هذا هو جزءٌ من بقايا المستعر الأعظم ذو الشكل الفقاعيّ آيسي 443؛ سحابة الحطام المتوسّعة من نجم عظيم الكتلة كان قد انفجر. وصل ضوء ذلك الانفجار إلى كوكب الأرض أوّل مرة منذ أكثر من 30,000 سنة مضت.
مثل قريبها في المياه الفيزيائفَلكيّة سديم السرطان (بقايا مستعر أعظم)، من المعروف أن سديم قنديل البحر يؤوي نجماً نيوترونيّاً؛ بقايا النواة النجميّة المنهارة.
ترصد هذه اللقطة التلسكوبية -التي تم صنعها في 30 نيسان/أبريل- المرّيخ كذلك، الكوكب الأحمر الذي بات يتجوّل الآن عبر سماوات المساء الباكر، متألّقاً بوهجٍ مصفرّ على جهة اليد اليمنى من مجال الرؤية.
بالطبع يبعد سديم قنديل البحر 5,000 سنة ضوئيّة تقريباً، بينما يبعد المريخ بالكاد 18 دقيقة ضوئيّة عن الأرض.