صورة اليوم الفلكيّة.

أذيال مذنّب نيووايز الثلاثة ☄️

مُذنّب نيووايز بأذياله الثلاثة، حيث يظهر ذيل الغبار الأساسي بلونه الأبيض وحوافه المخطّطة وامتداده العريض خلف المذنّب باتجاه الأعلى واليمين، وعلى يساره الذيل الأيونيّ الأزرق الذي تتخلّله بعض الفراغات ممتدّاً بعرضِ أقل بكثير باتجاه الأعلى متجاوزاً حافّة إطار الصورة، وعلى يساره تماماً ذيل الصوديوم بلونه الأحمر حيث يظهر بموازاته لكنّه يتلاشى أعلى منتصف الإطار تقريباً. تظهر السماء مزدانة بنجومها خلف المذنّب

ما الذي صنع هذا الذيل الأحمر غير المعتاد في مذنّب نيووايز (NEOWISE)؟ إنه الصوديوم. لقد كان مشهداً مذهلاً في صيف عام 2020 المنصرم، حيث تباهى مذنّب نيووايز -في بعض الأحيان- بشيءٍ يربو عن كونه مجرّد ذيل غبار أبيض مخطّط بشكل مدهش أو ذيل أيونيّ أزرق مبرقع بشكلٍ يسرّ الناظرين.

أظهرت بعض الصور الحساسة للألوان ذيلاً أحمراً غير اعتيادي، وأظهر التحليل أن معظم لون هذا الذيل الثالث كان ينبعث من الصوديوم. قد يكون الغاز الغنيّ بذرات الصوديوم قد تحرر من نواة مذنب نيووايز التي كانت تزداد حرارتها في أوائل شهر تمّوز (يوليو) بواسطة أشعة الشمس الساطعة، وشُحن كهربائياً بأشعة الشمس فوق البنفسجية، ثم دفعته الريّاح الشمسية نحو الخارج.

تم التقاط الصورة المختارة في منتصف تموز (يوليو) في بريتاني في فرنسا، وتُظهر الألوان الحقيقية. شوهدت ذيول الصوديوم في المذنبات من قبل ولكنها نادرة — اختفى هذا الذيل في أواخر تموز (يوليو). تلاشى المذنّب نيووايز (سي/2020 ف3) منذ ذلك الحين، وفقد كل ذيوله الساطعة، ويقترب الآن من مدار كوكب المشتري بينما يتجه عائداً إلى النظام الشمسي الخارجي، حيث لن يعود حتّى 7,000 سنة قادمة.

صورة مُعنونة توضيحية تشرح عن الأذيال الثلاثة لمُذنّب نيووايز حيث يظهر ذيل الغبار الأساسي بلونه الأبيض، إذ تدفع الرياح الشمسية بجزيئات الغبار الصغيرة، ويحدث التحزيز في ذيول الغبار بسبب "دفقات" من الغبار تطلقها النواة، وتتعقّب جزيئات الغبار الأكبر حجماً على طول مسار المذنب. على يساره الذيل الأيونيّ الأزرق الذي تحدث الخصلات بسبب اندفاعات الغاز المنبعثة من النواة إضافة إلى تفاعلات أيونات الذيل المشحونة مع الرياح الشمسية، وعلى يساره ذيل الصوديوم بلونه الأحمر وهو مشهد نادر. كما تمّ توضيح مكان نواة المذنب المُخبّأة في الغاز والغبار اللذان يتبخّران مع الحرارة الشمسيّة، وذؤابة  المذنّب الخضراء الناتجة عن الكربون ثنائي الذرّة حول النواة. ويوّضح الرسم حركة المذنب باتجاه اليسار المائل نحو الأسفل قليلاً بينما يكون اتجاه الرياح الشمسيّة من الأسفل باتجاه الأعلى، دافعةً (ومشكّلةً) ذيل المذنّب.